يصادف اليوم عيد ميلادي الثالث والعشرون، سنوات من الطموح والشغف، وصلت منها بقذفة منجنيق. أنظر إلى السنوات الماضية برضا، فقد علمتني الكثير عن نفسي وعن العالم من حولي. وها أنا ذا، أكتب هذه المقالة وفاءً لشخص رحل. قليلون من يتذكرونه، لكني أقيس به إنجازاتي، طموحي وحلمي في أي مرحلة أصبحت. هذا الشخص هو أنا قبل التحديث السنوي. سنوات عديدة ساهم بها ولعي للقراءة والمطالعة الى هذا الخط الزمني الذي يقدس المعرفة، الثقافة والإبداع.
خلال السنوات الخمس الماضية، خلقنا نقاشات مع مئات الطلبة لسماع آرائهم وأمانيهم. تباينت فترات هجرتهم للمطالعة، إضافة إلى أحلام بسيطة، مثل النجاح في فصل ما أو الحصول على نتيجة معينة. وعبرت الأغلبية أنها لأول مرة في حياتها تشارك في نقاش دائري مع الشباب.
"معمرني حضرت لشيء نقاش هكذا وكنت خايفة من التحدث، لكني حسيت بتحسن في حالتي وتحررت وعبّرت عن أفكاري. ماشي شي حاجة كبيرة لبزاف الناس ، لكن كعني لي بزاف " - طالبة في كلية متعددة التخصصات بخريبكة.
هذا التصريح مشابه للعديد من التصريحات التي سمعتها من طلبة مختلف التخصصات. جعلني أتساءل هل هذا ما يحتاجه الشباب؟ بيئة تسمح لهم بالتحدث بدون قيود والتعبير عن أفكارهم. هذا أمر جيد، ولكن هناك دائمًا مشكلة خلال نقاشاتنا، حيث أن معظم الشباب ليس لديهم أفكار للتعبير عنها ولا حتى هوايات يمارسونها. بالإضافة إلى ندرة المهارات الناعمة لديهم. أصبح الطلاب اليوم مجرد ناسخين لا يبدعون أبدًا ولديهم معرفة فقط في التخصص الذي يدرسونه.
حيث أصبح من الضروري إنشاء بيئة للتعلم واشباع هذه الاحتياجات مما نتج عنه نادي "BEELITE"، والذي نعتقد أنه ليس مجرد نادي بل هو سرداب إلى عالم النخبة. يهدف هذا النادي إلى خلق بيئة تسمح بتمكين الفكر الإبداعي وزيادة الوعي الثقافي. في هذا المكان، يتجدد تواصلنا وينمو الوعي المجتمعي بشكل إيجابي. حيث يعد هذا النادي موطن لكل طلبة الكلية الذين يمنحون خطواتهم الأولى نحو التغيير الى الأفضل . فنحن نؤمن أنه يمكننا أن نحدث تغييرًا إيجابيًا في مجتمعنا ونساهم في غدٍ مشرق.
0 Comments